حسنًا، اجتمعوا هنا، فهذه ليست قصة يانصيب عادية من نوع “اشترى سيارة جديدة واختفى”. نحن نتحدث عن كرمٍ استثنائي هنا في جنوب أفريقيا. تخيّل أنك فزت بالجائزة الكبرى، 10 ملايين راند، وبدلاً من أن تتخيل نفسك على شاطئ خاص ترتشف مشروبًا فاخرًا، سيكون أول ما يخطر ببالك: “كيف يمكنني مساعدة الآخرين؟” هذا بالضبط ما فعله فائز اليانصيب في جنوب أفريقيا، حيث تبرع بكامل جائزة اليانصيب البالغة 10 ملايين راند للأعمال الخيرية. جديًا، امنح هذا الشخص ميدالية وربما كرسيًا كبيرًا ومريحًا. الآن، لنكن واقعيين. عندما يحلم معظمنا بالفوز في اليانصيب (ولنكن صادقين، جميعنا نفعل ذلك)، عادةً ما تتضمن أحلامنا عطلات لا نهاية لها، وعشاءً فاخرًا لا يتطلب مراجعة خانة الأسعار، وربما منزلًا جديدًا خاليًا من ذلك الصنبور المتسرب. ولكن ماذا عن هذا الفائز المجهول؟ لقد فاقوا كل توقعاتهم!
بعد فوزهم بجائزة الـ 10 ملايين راند الرائعة في سحب اليانصيب الأخير، لم يُضِعوا ثانيةً في تدليل أنفسهم. لا، بل تبرعوا مباشرةً للجمعيات الخيرية. لم يكن هذا الفوز لي وحدي، بل كان فرصةً لإحداث فرقٍ دائم. وهذا، يا أصدقائي، بيانٌ يستحق أن يُؤطَّر ويُعلَّق في كلِّ قاعة اجتماعٍ وغرفة معيشةٍ حول العالم. الأمر لا يتعلق بالمال فحسب؛ بل يتعلق بشعورٍ عميقٍ بالهدف.
تبرعٌ بجائزة اليانصيب الكبرى بقيمة 10 ملايين راند
يُشاع أن جائزة اليانصيب الكبرى هذه، التي تبلغ قيمتها 10 ملايين راند، ستُوزَّع بدقةٍ على مجموعةٍ كاملةٍ من القطاعات الحيوية. نحن نتحدث عن منح الأطفال فرصةً لمستقبلٍ أفضل من خلال التعليم، وتوفير الطعام حرفيًا لمن يُعانون، وتوفير ملاذٍ آمنٍ للنساء المحتاجات، و تعزيز الرعاية الصحية في تلك المناطق الريفية التي غالبًا ما تُنسى. والرابح هو الشراكة مع المنظمات غير الربحية المحلية – إنها خطوة ذكية تضمن وصول الأموال بسرعة إلى حيث تشتد الحاجة إليها. وقد لخّصت ثانديوي ماهلانغو، مديرة جمعية خيرية شبابية في جوهانسبرغ، الأمر ببراعة قائلةً: “أن نعلم أن شخصًا ما فاز بعشرة ملايين راند وفكّر فورًا في مساعدة الآخرين، فهذا يمنحنا الأمل”. يكاد المرء يشعر بتنهد جماعي من الارتياح والامتنان من تلك المنظمات.
في عالمٍ يُركز أحيانًا على “أنا” أكثر من اللازم، تُعتبر قصصٌ كهذه بمثابة عناقٍ دافئٍ وعميق. فائزٌ باليانصيب الجنوب أفريقي يتبرع بجائزة اليانصيب الكبرى بقيمة 10 ملايين راند للأعمال الخيرية، ليس من أجل عناوين الصحف أو الشهرة، بل لأنه ببساطة كان القرار الصائب. وبذلك، وضع معيارًا جديدًا لما يعنيه الثراء حقًا – غنيٌّ بالروح، غنيٌّ باللطف، وغنيٌّ بلا شكٍّ بالتأثير.